وأما بنعمة ربك فحدث والفهم الصحيح للآية
فهمك غير صحيح لو كنت تفهم من قول الله (وأما بنعمة ربك فحدث) أنك تخبر الناس بما لديك من متع ومتاع الدنيا وتفاخر بها
معنى هذه الآية يجمع نصف ما يتحدث عنه مدربو تطوير الذات
إنها آية الحديث الإيجابي في القرآن وآية التعبير عن الرضى والسعادة وبذلك تكون آية الشكر للمنعم الكريم
إن لهذه الآية ثلاثة معان
معنى الآية الأول هو أن تنشر الإيجابية بين الناس
معناها أن لا تتذمر ولا تشيع الإحباط وأن لا تنشر تجاربك السلبية وعثراتك وسقطاتك وتبشر الناس بالويل والثبور إذا هم صاروا في نفس مكانك
معناها أن تحدث الناس عما لديك من الأمور التي تدفعهم للتفاؤل وتحفزهم للإنجاز ولا تحدثهم عن تجاربك الفاشلة ومشاكلك الهائلة التي تسقطهم قبل أن ينهضوا وتقطع عليهم الطريق قبل أن يبدؤوا
تحدث عن الأمور الإيجابية في عملك ولا تتحدث عن مشاكلك مع مديرك
اذكري نعم الله عليك في زوجك بدلا من نشر غسيله بين صديقاتك وأخواتك
تحدث عن تجاربك الموفقة في تجارتك والفرص المتاحة فيه بدلا من لعن السوق وأنظمة السوق والمنافسين
وباختصار
كن بحديثك عن نعم الله عليك ناشرا للتفاؤل والإيجابية وتجنب التذمر وبث والإحباط والسليية في مسامع وعقول من حولك
أما المعنى الثاني فهو يدور داخل نفسك ويعبر عن مكنوناتها
فالحديث الإيجابي عن نفسك يعني الرضى ويعكس السعادة
ألم تلاحظوا أن هذه الآية جاءت بعد قول الله (ولسوف يعطيك ربك فترضى)
والحديث عن النفس بالتذمر والسلبية ليس مجرد انعكاس لضعف الرضى في النفس وغياب السعادة ولكنه يستدعيها ويؤصلها في نفس المتذمر
جرب أن تحدث الناس عن نعم الله ومواهبه لك وتحدث عن نفسك بإيجابية وانظر تأثير ذلك عن سعادتك ورضى نفسك وخاطرك. وجرب أن تواصل التذمر وشاهد تأثير ذلك على سلب سعادتك وإطفاء نور الرضى في قلبك.
والمعنى الثالث يتأتى من المعنيين الأولين
فالمتحدث بالخير عن نفسه وعن نعم الله عليه راض عن الله شاكر له صابر على ما كتبه الله عليه مما قد لا يحبه
فشكر الله يتنافى مع التذمر
والتذمر يتنافى مع الصبر
فالمتحدث بنعم الله عليه رأى نعم الله فنشرها وصبر على بلاء الله فلم يتذمر
Comments