تعافي الجسم والذاكرة والإدراك بعد إصابات الدماغ الرضية الكبيرة

تعافي الجسم والذاكرة والإدراك بعد إصابات الدماغ الرضية الكبيرة

التعافي المبكر للأشخاص الذين يعانون من إصابات الدماغ الرضية الكبيرة يتميز عادة بفترة من الارتباك والضعف في القدرات المعرفية مع الاضطرابات السلوكية العصبية الأخرى. وتعتبر هذه المرحلة من الانتعاش هي الأكثر شيوعًا وتسمى فقدان الذاكرة ما بعد الصدمة posttraumatic amnesia PTAأو تسمى الارتباك الذهني ما بعد الصدمة state posttraumatic confusional

ويعتبر هذا النوع من المرضى تحديا كبيرا في العلاج والتعامل السريري. فهم قد يتسببون في خطر تعريض أنفسهم والآخرين للإصابة، كما أنهم لا يمتثلون لأخذ العلاج بشكل منتظم، وقد يسببون مضايقات عاطفية للأسرة أو الأشخاص المحيطين بهم.

ويتم استخدام مدة حالة الارتباك التالية للرضة الدماغية كمؤشر لشدة الإصابة فهي تعتبر أداة تنبؤية للنتيجة المتوقعة لما سيؤول إليه وضع المريض.

وقد ظهر في الأبحاث الأخيرة أن شدة الارتباك في وقت محدد بعد الإصابة تعتبر أيضًا أداة تنبؤية للنتيجة كما أنه بوجود أعراض معينة من الارتباك في الاختبارات الطبية الأولية فإن هذا يضيف فرصة للتنبؤ بالنتيجة المتأخرة.

في دراسة طبية نشرت عام 2009 لمقارنة سير تعافي المرضى بعد الإصابة الرضية للدماع وجدت الدراسة ما يلي:

المرجع:

Arch Phys Med Rehabil 2009;90:1749-54.

مقارنة بين المرضى الذين لم يحصل لديهم ارتباك ذهني بعد الرضة والمرضى المرتبكين خلال فترة الدراسة، تم قبول 195 مشاركًا محتملاً في موقع الدراسة حصل لديهم إصابة في الرأس. من بين هؤلاء، لم يتعاف 16 منهم إلى حالة الاستجابة (أي بقوا في حالة خضرية أو حالة الحد الأدنى من الوعي) وبقي 3 بأعراض سريرية كان لها علاقة باضطرابات غير إصابات الدماغ الرضية (إصابة الحبل الشوكي، والخرف، والصمم في الثلاثة).

رفض 5 مشاركين محتملين إضافيين إعطاء الموافقة، وغاب عن غير قصد 3 مشاركين تم تسجيلهم لجمع مقاييس الدراسة الرئيسية. تكونت عينة الدراسة الناتجة من 168 مشاركًا.

عدد الذين لم يحصل لديهم حالة ارتباك ما بعد الصدمة كان 61 بينما كان عدد المصابين بحالة ارتباك ما بعد الصدمة 107 استنادًا إلى اختبار الاستجابة الأولية للرضح الأولي بعد قبول إعادة التأهيل

المقارنة بين المرضى الذين كانوا يعانون من حالة ارتباك ما بعد الصدمة وغير المرتبكين

أولئك الذين كانوا يعانون من حالة ارتباك ما بعد الصدمة كان لديهم سنوات تعليم أقل قبل الإصابة، كما كان لديهم مستوى وعي GCS أولي أقل، واستغرقوا وقتًا أطول لمتابعة الأوامر، وكان لديهم فترة أطول في مدة الإقامة بعد الإصابة لإعادة التأهيل، وكان لديهم فترة أطول من الإصابة إلى إمكانية إدخالهم في بروتوكول تقييم الارتباك الأولي، وكان لديهم حالة وظيفية أقل بالقياس باستخدام مقياس تصنيف الإعاقة. جميع التحليلات اللاحقة تتعلق فقط بالمرضى في حالة الخلط ما بعد الصدمة.

مقارنة بين المرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة، ومتوسطة، وارتباك شديد

بخلاف عدد أعراض الارتباك (إجمالي بروتوكول تقييم الارتباك) ، اختلفت مجموعات شدة الارتباك فقط على مقياس تصنيف الإعاقة عند الخروج بعد إعادة التأهيل، حيث أظهر أولئك الذين يعانون من ارتباك شديد حالة وظيفية أضعف.

تعافي أعراض الارتباك

كان الفاصل الزمني (متوسط الانحراف المعياري) من إجراء بروتوكول تقييم الارتباك الأول إلى الثاني 1.81.3 يومًا ، وكان الفاصل الزمني (متوسط الانحراف المعياري) من إجراء بروتوكول تقييم الارتباك الثاني إلى الثالث 2.51.6 يومًا.

في كل مجموعات الارتباك شدة، أظهر 49٪ إلى 63٪ من المشاركين تحسنًا يتضح في انخفاض عدد أعراض الارتباك وذلك بالمقارنة بإجراء بروتوكول تقييم الارتباك الثاني مع الأول.

وقد استمر المرضى الذين يعانون من الارتباك الأولي المتوسط والشديد في التحسن بنفس المعدلات تقريبًا ، 50٪ إلى 56٪ على التوالي، وذلك بمتابعتهم وذلك بالمقارنة بإجراء بروتوكول تقييم الارتباك الثالث مع الثاني

بينما استمر 25 ٪ فقط من المصابين بالارتباك الخفيف الأولي بالتحسن المستمر وذلك لأنهم وصل أغلبهم إلى تحسن كامل سريع حيث أن هؤلاء المرضى لم يكن لديهم سوى عدد قليل من أعراض الارتباك المتبقية.

أما حصول الارتباك المتفاقم فقد كان نادر الحدوث ، حيث تراوح من 5٪ من المصابين بالارتباك الشديد الأولي الذي يتفاقم بين التقييم الأول والثاني إلى 14٪ من المصابين بالارتباك الخفيف الأولي الذي يتفاقم بين التقييم الأول والثاني. والتقييمات الثانية