العلاج الجراحي للصرع
العلاج الجراحي للصرع علاج مهم وغير مستغل بشكل كاف للمرضى الذين يعانون من الصرع البؤري المقاوم للأدوية
وهنا سأتحدث عن أنواع علاجاته
تتراوح الإجراءات الجراحية للصرع من الاستئصال البؤري للقشرة المولدة للصرع وخاصة للفص الصدغي الأمامي الإنسي وغير ذلك من عمليات الاستئصال القشري البؤري، إلى التدخلات التي تفصل وتعزل قشرة نصف الكرة المخية شديدة المرض عن الجهة الثانية بطرق متعددة منها استئصال نصف الكرة المخي الوظيفي functional hemispherectomy وقطع الثفن الأمامي anterior corpus callosotomy وعمليات القطع المتعدد للتفرعات العصبية تحت الطبقة السحائية الحنون multiple subpial transections. وغالبًا ما يتم تنفيذ الإجراءات الأخيرة عند الأطفال. أما الاستئصال الكامل لمنطقة الدماغ المولدة للصرع فقط فهو الذي يتم إجراؤه لدى جميع الأعمار ويوفر فرصة خالية من النوبات على المدى الطويل.
ويجب دائما إحالة مرضى الصرع البؤري المقاوم للأدوية إلى مركز صرع شامل وذلك لعدة أهداف:
1- تأكيد التشخيص
2- تصنيف متلازمة الصرع
3- تقييم جميع خيارات العلاج الممكنة، بما في ذلك الجراحة. (انظر "تقييم وإدارة الصرع المقاوم للأدوية").
ولا شك أن التقييم الجراحي ضروري للمرضى الذين يعانون من النوبات البؤرية المقاومة للعلاجات الدوائية ولكن المرشحين الأكثر تفضيلًا هم أولئك الذين لديهم ندب واضحة محددة بالتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) والتي يتم ربطها ببؤرة تشنجية كهربائية واضحة لبداية النوبة.
ويهدف التقييم الجراحي إلى تحديد المنطقة المولدة للصرع بشكل كامل وتجنب المضاعفات الجراحية المحتملة المرتبطة بالاستئصال القشري البؤري. وتشمل الإجراءات القياسية للتقييم الجراحي:
1- التاريخ العصبي المفصل والفحص البدني السريري
2- الاختبار العصبي النفسي
3- تسجيلات تخطيط كهربية الدماغ الروتينية (EEG) مع إجراءات التنشيط القياسية مثل التنفس السريع وتعريض الميض للإثارة الضوئية المترددة
4- مراقبة الفيديو طويلة المدى للمرضى الداخليين في وحدة مراقبة الصرع
5- التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ عالي الدقة
6- التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي
7- التصوير الأيضي باستخدام التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET)
8- التصوير المقطعي المحوسب بإصدار فوتون واحد (SPECT)
9- اختبارات الكلام واللغة لتحديد مركز اللغة عند المصاب
10- الفحوصات الميدانية البصرية في مرضى مختارين
في المرضى البالغين، يعتبر صرع الفص الصدغي الإنسي والذي يسببه التصلب الصدغي الإنسي mesial temporal sclerosis أكثر متلازمات الصرع استجابة للعلاجات الجراحية. والإجراء الجراحي الأكثر شيوعًا هو الاستئصال الصدغي الأمامي anterior temporal resection حيث يتم إزالة المنطقة الأمامية من الفص الصدغي temporal pole مع الحُصين hippocampus وجزء من اللوزة الصدغية amygdala. ويعتبر أفضل المرشحين الجراحيين هم أولئك المرضى الذين يعانون من ندبات دماغية بؤرية أحادية الجانب في الرنين المغناطيسي بسبب التصلب الصدغي الأنسي أو الورم أو تشوه الأوعية الدموية وغير ذلك بشرط أن ترتبط بنوبات الصرع البؤرية الموضعية في التخطيط الكهربائي بالدماغ بالفص الصدغي المتأثر.
أما المرضى الذين يعانون من نوبات صرع بؤرية ناتجة عن قشرة الدماغ الأمامية الحديثة neocortical تم تأكيدها عن طريق تخطيط كهرباء الدماغ والتصوير بالرنين المغناطيسي فهم أيضًا من المرضى المرشحون لجراحة الصرع، ولكن اتخاذ القرار العلاجي الجراحي لديهم غالبًا تكون أكثر صعوبة بسبب صعوبة تحديد المنطقة المولدة للصرع وتحديد موقعها، وكذلك بسبب صعوبة تحديد مدى أنسجة المخ التي يجب استئصالها من أجل الوصول إلى غاية التخلص من النوبات الصرعية، كما أنه المخاوف المتعلقة بالقشرة الوظيفية في هذا المكان تكون أكثر من غيرها.
وهناك أسباب أخرى للصرع البؤري المقاوم للعلاجات منها حالات أورام الدماغ الأولية منخفضة الدرجة Low-grade primary brain tumors ، وتشوهات الأوعية الدموية ، وتشوهات النمو القشري malformations of cortical development (MCDs). وغالبًا ما يؤدي استئصال منطقة الدماغ المسببة للصرع في هذه الحالات إلى تحسين التحكم في النوبات. وعادةً ما تكون النتائج أفضل للمرضى الذين يعانون من الأورام وتشوهات الأوعية الدموية مقارنة بالمرضى الذين يعانون من خلل التنسج القشري البؤري.
وعادة يتم إجراء هذه العمليات في مراكز عالية التخصص وهذا يرتبط بانخفاض معدلات المضاعفات الجانبية. والآثار الجانبية المتعلقة بجراحة الصرع الأكثر شيوعًا هي التأثير على القدرات الإدراكية وبالذات الذاكرة والتخاطب وعيوب المجال البصري
Comentários