السلام عليكم ورحمة الله
يتكرر علي كثيرا في الآونة الأخير سؤال عن تأثير الهواتف الذكية على النوم
وفي الحقيقة وبينما تسهل الهواتف الذكية الاتصال بالإنترنت في كل لحظة أثناء الاستيقاظ. وبينما قد يمنحك ذلك متابعة دائمة لأعمالك، فإن اتصالك بالتكنولوجيا على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع غير صحي مطلقا عندما تحاول النوم.
تبدأ المشكلة بحقيقة أن 71 في المائة من الناس ينامون وهم يحملون هواتفهم الذكية معهم سواء وضعوها معهم في الفراش أو في متناول اليد على المنضدة القريبة. والكثير من الناس يستخدمون هواتفهم الذكية كمنبه للاستيقاظ، ولذا يكون من المنطقي وجود الهواتف الذكية في متناول اليد. ولكن حين يكون هاتفك قريبا منك، فغالبًا ما يكون إغراء التحقق من مواقع الشبكات الاجتماعية أو البريد الإلكتروني أو عناوين الأخبار قوياً للغاية بحيث لا يمكنك مقاومته حتى إذا كنت في منتصف الليل. وهنا تأتي المشكلة الأولى في تأثير الهواتف الذكية على النوم، فهذا يبعث فيك الحيوية من التفاعل مع الآخرين أو يوترك بسبب شيء ما تقرأه، في حين أنك في وقت تحتاج فيه للاسترخاء. وهذا يفسر السبب في أن الأشخاص الذين يستخدمون الوسائط الإلكترونية في الفراش يكونون أكثر عرضة للأرق.
مع ذلك فهذا ليس السبب الوحيد. وهنا تأتي مشكلة الهواتف الذكية مع النوم. فتحتوي الهواتف الذكية مثلها مثل أجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة اللوحية وأجهزة التلفزيون شيئًا يسمى بالضوء الأزرق، وهو نوع من الضوء يفسره الدماغ كضوء النهار. ويقوم الضوء الأزرق في الواقع بتثبيط مادة الميلاتونين (وهي هرمون يؤثر على إيقاع الساعة البيولوجية ويجب أن يزداد عندما تستعد لوقت النوم). وبالنتيجة: يشعر دماغك بالتحفيز. هذا جيد إذا كنت تنظر إلى شاشة هاتفك الذكي ظهرا، ولكن إذا نظرت إلى الشاشة في منتصف الليل، فسيصبح الدماغ في حيرة من أمره ويعتقد أن الشمس قد خرجت مما يجعل النوم أكثر صعوبة.
وأخيرًا، حين يكون الهاتف الذكي في غرفتك، فإن أي رنين أو صوت من خلال الرسائل النصية أو المكالمات (أو حتى الاستماع إلى الذبذبات أو رؤية الأضواء الوامضة من التنبيهات) قد يزعج نومك وبسبب لك الأرق.
ولكي تتغلب على أرق الهواتف المحمولة ننصح بعمل حظر تجول تكنولوجي قبل ساعة على الأقل من النوم. اترك جوالك ينام بهدوء خارج غرفة النوم قبل ساعة كاملة من نومك وعد إلى ساعة المنبه القديمة واستمتع من جديد بنوم هادئ بلا أرق.